بسم الله الرحمن الرحيم
العلمانية:
أولاً: النشأة والجذور.
ثانياً: معنى العلمانية: الخطأ في المصطلح، والمعني الحقيقي للعلمانية.
ثالثاً: دخول العلمانية إلى العالم الإسلامي:
1- الغزو الفرنسي لمصر وآثاره، “رأي الجبرتي في الفرنسيين: يقولون بالحرية والتسوية ولا يتدينون بدين”.
2- حُكْم محمد علي باشا ودوره في نشر العلمانية: تقليص نفوذ رجال الأزهر، ومضايقة الأوقاف والاستيلاء عليها، والبعثات الخارجية وأثرها في التغريب، وإصدار التنظيمات والقوانين للتجارة والجمارك وغيرها مما لا يتفق مع الإسلام، والسماح للغربيين رجالاً ونساءً بالدخول إلى مصر والاستقرار فيها باسم الخبراء والأطباء والمدرسين والمستكشفين، بل وباسم التبشير والتنصير، والقضاء على الدولة السعودية الأولى التي تمثل الإسلام الصحيح، وحالة الجند في عهده تدلُ على التحلل من الإسلام (شرب الخمور، وانتشار الزنا واللواط، والاعتداء على أعراض الناس، وعدم الصلاة وعدم الصيام والمجاهرة بذلك).
فمن الذين مثلوا دور الجسر حسن العطار شيخ الأزهر في عهد محمد علي باشا وتلميذه رِفاعة رافع الطهطاوي صاحب الرحلة المشهورة، ثم جاء بعد ذلك دور الأفغاني –الرافضي- وتلميذه محمد عبده، وكذلك الكواكبي، فكل هؤلاء يعتبرون جسوراً بين الإسلام والتغريب.
ولكن بعضهم بعد ذلك أصبح داعية صريحاً للعلمانية مثل علي عبدالرزاق في كتابه: (الإسلام وأصول الحكم).
رابعاً: آثار العلمانية في: السياسة، والاقتصاد، والأخلاق.
خامساً: أسباب ووسائل العلمانية ……….:
سادساً: مظاهر العلمنة ……….:
وأخيراً: ما هو حكم الإسلام في العلمانية؟
يكفي هنا أن نلخص فصلاً عن كتاب الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي في حكم العلمانية.
1. الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
2. يقول الشيخ الحوالي جزاه الله خيراً: “إن العلمانية كما عرضناها في الأبواب السابقة لا تستدعي -في حقيقة الأمر- كبير جهد لبيان تناقضها مع دين الله تعالى الإسلام، فهي من ذلك النوع من الاتجاهات والأفكار التي قال عنها علماؤنا قديماً: (إن تصوره وحده كافٍ في الرد عليه)! ولكن نظراً لما أصاب كثيراً من التصورات الإسلامية من انحراف وغبش في أذهان الناس، ولما يثيره أعداء الإسلام –الظاهرون والمستترون- من شبهات وأباطيل فإن من الضروري تجلية تلك التصورات وكشف هذه الشبهات”. (العلمانية، ص669).
…… وبعد أن يتكلم الشيخ الحوالي عن معنى الطاغوت والعبادة بشيء من التفصيل يقول: “وانطلاقاً من هذا المفهوم نستطيع أن نرى حكم الله في العلمانية بسهولة ووضوح أنها باختصار: نظام طاغوتي جاهلي يتنافى مع لا إله إلى الله من ناحيتين أساسيتين متلازمتين: أولاً: من ناحية كونها حكماً بغير ما أنزل الله، وثانياً: من ناحية كونها شركاً في عبادة الله”. (العلمانية، ص680).
ثم يقول بعد إيضاح النقطة الأولى: “إن هذا الحشد من الآيات -وأمثالها في القرآن كثير بل إن موضوعها هو موضوع القرآن الرئيسي- مع ذكر ما ذكر العلماء في فهمها من الأقوال ليدل دلالة قاطعة على نفي الإيمان عمن ابتغى غير الله حكماً في أية قضية من قضايا الحياة، والحكم عليه بالكفر والشرك والنفاق والجاهلية كلها سواء، وأن ورودها في حق مُدعي الإيمان بالله وكتبه مما يزيد المعنى قوةً وصراحةً وجلاءً. بل إن قوله تعالى: وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (الأنعام:121) خطاب لمحمد وأتباعه وفي قضية فرعية هي الأكل مما لم يُذكر اسم الله عليه”. (العلمانية، ص686).
“فهل يبقى بعد ذلك مجال للشك أو التردد؟
الحق أنه لا مجال لشيءٍ من ذلك، ولكن الغياب المذهل لحقائق الإسلام من العقول والقلوب والغبش الكثيف الذي أنتجته عصور الانحراف هذا وذاك هما اللذان يجعلان كثيراً من الناس يثيرون شبهات متهافتة لم تكن تستحق أدنى نظر لولا هذا الواقع المؤلم.
من هذه الشبهات استصعاب بعض الناس إطلاق لفظ الكفر أو الجاهلية على من أطلقهما الله تعالى عليه من الأنظمة والأوضاع والأفراد بذريعة أن هذه الأنظمة لاسيما العلمانية الديموقراطية لا تنكر وجود الله، ولا تمانع في إقامة شعائر التعبد، وبعض أفراد الأنظمة العلمانية يتلفظون بالشهادة ويقيمون الشعائر من صلاة وصيام وحج وصدقة ويحترمون رجال الدين!!! والمؤسسات الدينية… إلخ، فكيف نستسيغ القول بأن العلمانية نظام جاهلي وأن المؤمنين بها جاهليون؟
ومن الواضح جداً أن الذين يلوكون هذه الشُبهة لا يعرفون معنى لا إله إلا الله ولا مدلول الإسلام، وهذا على فرض حُسن الظن بهم، وهو ما لا يجوز في حق كثير من المثقفين الذين يتعللون بهذه العلل.
إن تاريخ الدعوة الإسلامية وصراعها المرير، وإن القرآن الكريم كله من أوله إلى آخره ومثله السُنة لتقطع الطريق على هذه الشبهة وقائليها، هل تحمَّل الرسول وأصحابه العنت والمشقة والحرب والجهاد ثلاثاً وعشرين سنة متوالية؟ وهل نزل القرآن الكريم موجهاً وآمراً وناهياً طوال هذه السنين من أجل أن يقول الجاهليون باللسان فقط لا إله إلا الله؟ ويقيموا الشعائر التي يمن دعاة العلمانية على الله أنهم يسمحون بها؟
وما الفرق بين قول قريش يا محمد: أعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة؟ وبين قول العلمانية –لفظاً وحالاً– نعبد الله في المسجد ونطيع غيره في المتجر أو البرلمان أو الجامعة؟ أهو شيء آخر غير أن قسمة أولئك زمنية، وقسمة هؤلاء مكانية أو موضوعية؟”. (العلمانية، ص686-688).
وما سبق نقله من كلام الشيخ سفر الحوالي يتضح لنا أن العلمانية شِركٌ ورِدّة ونفاق وحكم بغير ما أنزل الله، فهي تجمع الكفر من أطرافه. وهذا هو حكمها في كتاب الله وسُنة رسوله