عبدالله الغفيلي
يتحدث عن الشيخ خليفة الخزّي –رحمه الله-
في العشر الآواخر من شهر رمضان لعام 1436هـ فجع طلبة العلم والدعاة إلى الله بوفاة أحد أعلامهم وأبرز مفكريهم أنه الشيخ الباحث خليفه بن بطاح الخزي -رحمه الله- وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
من أبرز صفاته التواضع وهضم الذات وعدم التكلف واحترام الجميع والتعامل معهم بأدب وخلق، ويتميز الشيخ بالتمسك بالمنهج الصحيح في زمن تراخى الكثيرون من أقرانه عن هذا المنهج وترخصوا فيه كثيرا بدعوى تغير الأحوال فكان الشيخ لهم بالمرصاد والوقوف ضدهم وكشف تراخيهم كائناً من كان لا تأخذه بالله لومة لائم.
واستمر على هذا المنهج الى آخر نفس رحمه الله وكان هذا التمسك محل تقدير محبيه وتلاميذه ولذلك بعد وفاته رحمه الله استأذنت اولاده لعمل وقف خيري اجره وثوابه يكون للشيخ فوافقوا وايدوا وباركوا المشروع والعجيب انه خلال عشرين ساعه تم تامين مبلغ الوقف للشيخ.
وكان الإقبال للمساهمة في وقف الشيخ منقطع النظير فراينا تنوع الوقف لكثرة الراغبين في المساهمة من جامع وبئر ومصاحف بل تم توسيع وتكبير الجامع حتى نستوعب جميع المساهمات فهذه والله دلالة المحبة العظيمة في نفوس محبيه وتلاميذه بل والله وصلني مساهمات للوقف من أُناس لا اعرفهم من تلاميذه بل الأعجب من ذلك أني وجدت مجموعة أخرى من تلاميذه الكُثر يجمعون مساهمات لبناء جامع أخر للشيخ
وكِلا الطرفين لا يعلم بعضهم عن بعض وهذا يدل على المحبة الكبرى التي يتمتع بها الشيخ وأيضاً كثرة تلاميذه الذين استفادوا منه خلال 40 عامًا من التعليم والتربية والدعوة والنصح.
وعند زيارتي لأولاده للتعزية بعد أيام من وفاته قالوا: (والله أننا اكتشفنا أن والدنا بعد وفاته ليس والداً لنا لوحدنا، بل والد لكثيرٍ من الناس ولم نعلم بهذا إلا بعد وفاته)
أمر أخر أذكره شهادة للشيخ رحمه الله وهو أنني لم أدعه يوماً من الأيام للقاء دعوي للدعاة والداعيات لدينا بالرياض واعتذر حتى والله أيام مرضه فكان رحمه الله يتجشم بعد المسافة من بلده محافظة الرس الى الرياض لكي يلتقي أخوانه وأخواته ويفيدهم ويوضح لهم.
أيضاً كان الله حريصاً على زيارة المرضى من المشائخ والإخوة ويلح في الذهاب إليهم حتى خارج الرياض كالخرج وغيرها.
ويتميز الشيخ بمجالسه دائماً وابداً على الحث على التمسك بالمنهج الصحيح والعض عليه بالنواجذ في زمن كثرت فيه الفتن والانتكاسات.
فرحم الله الشيخ وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء
مع تحيات أخيكم
عبدالله بن عبدالعزيز الغفيلي
مكتب الدعوة بالنسيم
المقال بملف وورد:
عبدالله الغفيلي يتحدث عن الشيخ خليفة
المقال بملف pdf:
عبدالله الغفيلي يتحدث عن الشيخ خليفة