مقال: موقف قديم! لأبي حكيم الطاسان

27 يوليو، 2016 1502 عدد الزوار

موقف قديم!

بقلم/ أبو حكيم الطاسان

المقال على صفحة الفيس بوك لـ(فهد البيضاني) الرابط التالي:

 https://www.facebook.com/fahad1525/posts/927893290601301

 

في يوم السبت (24– 9-1436هـ) عشاء صُلي صلاة الجنازة على الشيخ (خليفة البطاح الخزي –رحمه الله –) في مدينة (الرس – القصيم) وقد ورد في الأثر (اذكروا محاسن موتاكم) وحسنه بعضهم لشواهده، ومن هذا المنطلق كان لي موقف مع هذا الشيخ رحمه الله عام (1415هـ) وبالتحديد يومي السبت والأحد (22 / 2 و 23 / 2)

وذلك أننا كنا في (المركز الصيفي) فطلب الشباب فيه دورة علمية عن (مذاهب فكرية معاصرة) فاتصلت على مكتب الدعوة برياض الخبراء لعدم وجود مكتب في الخبراء، وعرضت عليهم الأمر فرشحوا لنا (الشيخ خليفة) –رحمه الله– ونسقوا معه ووافق على أن تكون الدورة لمدة يومين من الساعة ( الثامنة إلى العاشرة ) ، ويكون مكانها جامع العجلان بالخبراء، وأخبرت الأخوة بما تم وبالموعد قبل عدة أيام .

ولما كان اليوم المحدد السبت ( 2 / 2 / 1415) كنت في المسجد في السبعة والنصف وجاء الأخ مسجل ( مكتب الدعوة) (ومع الأسف لا أذكر اسمه – غفر الله له وجزاه الله خيرا) للتسجيل صوتي للدورة، وجهز اللقطة والمسجل، ولما كانت الساعة الثامنة إلا ربعا حضر الشيخ وأدى تحية المسجد وأخذ مصحفا يقرأ ينتظر المستفيدين لعدم وجود غيرنا، ولما صارت الثامنة ودقائق ولم يكن ثمة غيرنا ، وقال الشيخ – رحمه الله – نستعين بالله ونبدأ، محافظة على الوقت وبدأ -رحمه الله- ونثر كنانته العلمية المليئة بكل خير، على مسامع العبد الفقير ومسجل الدورة وبدأت أكتب معه حتى أنهينا اليوم الأول، (وكنت أضمرت في نفسي أنه لن يحضر من الغد واستحييت أن أسأله، وتكلمت مع مسجل الدورة فقال في الغد سنحضر ونجهز الصوتيات فإن جاء الشيخ وإلا لا عتب عليه)، ولما صار الغد جاء الشيخ في الوقت واستمر بالدورة وإن كان اليوم الثاني أفضل حيث شاركنا الأخ الكريم (رشيد بن عبدالله العبودي) استجابة لعتبي على الأخوة مساء في المركز الصيفي لعدم حضورهم ، استمر الشيخ في محاضرته الممتعة حتى نهايتها ولم أشعر معه –رحمه الله– مللا في طرحه العميق أو استصغارا وتقليلا لشأننا من قِبله وكنت وقتها في المستوى الثالث في كلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام بالرياض ،الأخ مسجل الدورة وفي اليوم الثاني الأستاذ رشيد وكان وقتها معلما في سنواته الأولى.

وهنا وقفات:

الأولى: موقفه رحمه الله رغم عدم عدد الحضور (اثنان في اليوم الأول وثلاثة في اليوم الثاني) ومع ذلك ألقى دورته بكل همة ونشاط ولم يلمح مجرد تلميح إلى قلة الحضور.

الثانية: ذكرت هذا لما توفي رحمه الله من باب الذكر الحسن له فقد كان المربي الفاضل ولعل دعوة خير تصيبه من أحد القراء ينفعه الله بها فهذا من حقه علينا.

الثالثة: لقائل أن يقول من أين لك هذا؟ وكيف انفردت به ولم يذكره أحد غيرك!!، فأقول: هذا من فضل الله أن أكرمني بثني ركبتي عنده لمدة يومين أحدهما منفردا مع مسجل الدورة والآخر مشاركا للأخ رشيد، وفوائد دورته مسجلة عندي في دفتر ولن تجدوها عند غيري مسجلة ورقيا إلا نسخة صوتية، في مكتب الدعوة برياض الخبراء ، وقد رأيت شريطيها في عام (1416 هـ) حين كنت أقوم ببحث للكلية عن مكاتب الدعوة ونشاطها.

الرابعة: فوائد من دورته رحمه الله:

1/ المذاهب الفكرية المعاصرة المسيطرة على الأرض منافسة للإسلام ليس بقوتها إنما بسيطرتها وفرضها على أبناء المسلمين مباشرة أو من خلال الأذناب .

2/ المسميات مختلفة ولكن كلها ( حلقة مفرغة ) تلتقي على الكفر بالله ومحاربة دينه، وإبطال الدين الصحيح.

3/ البروتستانتية فرقة نصرانية نشأت في القرن (15/16) في ألمانيا أولا، وسيطرت في منتصف القرن (17) بانتشارها في بريطانيا وهولندا.

4/ التيار العلماني أيد البروتستانتية لأنها تعطيه حرية أكثر، حيث كان للبروتستانتية رأي في الدين يتمثل في ترجمة الإنجيل إلى اللغات الشعبية أو ما يسمى بـ(شعبية الدين).

5/ الثورة الفرنسية ضد الملك لويس السادس عشر، ترجمة عملية لكره الناس للكنيسة، ولهم كلمة مشهورة (اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس)، وما كان من تحريف للدين يُعطي بعض المبررات لثورة الغرب ضد الدين، حيث نشرت الكنيسة الخرافة والفساد العريض بل إن بعض البابوات اشتهروا بالفساد الخلقي حتى أن (الاسكندر السادس بورجيا) اتهم زيادة على الزنا أنه زنى بابنته!!.

6/ كانت بلاد النصارى في حيرة ولكن التراث الحقدي الكبير جعل وصول الإسلام لهؤلاء الحيارى ضعيفاً كما أنه في القرن (17) كانت زعيمة الإسلام الدولة العثمانية، وكانت زاوية الانحراف كبيرة فلم تُمثل الإسلام حقيقة.

7/ شخصيتان في نفس العصر كان لهما دور في بذر العلمانية وإبعاد الشريعة (محمد على باشا والي مصر، ومحمود الثاني العثماني)، ففي عهد محمد علي باشا نشأت المحاكم التجارية كنموذج من إزاحة الشريعة، وكان لها دور كبير في إدخال المفاهيم الغربية ومنها العلمانية ليس ظهورا كبيراً وإنما البداية والبذرة.

8/ حسن العطار اختاره محمد على لمشيخة الأزهر لما ضُيِّق على علماء الأزهر مثل (أحمد مكرم)، وكان العطار مائلا للغربيين وقد أفتى بجواز الغناء وهو الذي اختار (رفاعة طهطاوي) للذهاب في بعثة لفرنسا حيث ذهب عام 1826 وعاد 1831م ذهب كشيخ للبعثة، فكان من أشد المتأثرين بالثقافة الغربية، وترك لنا كُتباً من أشهرها (تخليص الإبريز في تلخيص باريز) .

9/ عبدالرحمن الجبرتي مؤرخ مصري دقيق ذكر مدى صدمة المصريين من الحملة الفرنسية على مصر صدمة علمية وخُلقية، حيث كان يُجري علماء فرنسا التجارب أمام علماء الأزهر، كما تأثرت نساء المسلمين بأخلاق الفرنسيات، حتى أن بنت شيخ الطريقة (الرفاعية الصوفية) (البكري) كَسَر ظهرها أمام الناس غسلاً للعار، لما لبست القصير ومارست الفاحشة مع الفرنسيين (كما روى الجبرتي).

والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

 

المقال بملف وورد:

موقف قديم – أبو حكيم الطاسان

 

المقال بملف pdf

موقف قديم – أبو حكيم الطاسان

التعليقات

بدون تعليقات حتى الآن.

إكتب تعليقاً

الإسـم

بريـدك

موقعك الإلكتروني

أكتب تعليقك